اقتصاد

«نار التضخم» تأكل الأجور البريطانية رغم تحسن البطالة

«هيثرو» يمدد «القيود التشغيلية» مع نقص العمالة

رغم استقرار معدل البطالة في بريطانيا عند حده الأدنى في نحو نصف قرن، أظهرت بيانات رسمية تراجعاً قياسياً في «القيمة الفعلية» لأجور العمال البريطانيين في ظل ارتفاع التضخم.

ونقلت وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا» عن مكتب الإحصاءات الوطنية القول إن الأجور الإجمالية، باستثناء المكافآت، ارتفعت بنسبة 4.7 في المائة خلال الأشهر الثلاثة حتى يونيو (حزيران) الماضي، وكان المحللون يتوقعون ارتفاع الأجور بنسبة 4.5 في المائة.

ويأتي ذلك بينما سجل التضخم في أسعار المستهلكين أعلى مستوى له في 40 عاماً عند معدل يبلغ 9.4 في المائة في يونيو، ومن المتوقع أن يصل إلى ذروته عند نحو 11 في المائة في وقت لاحق من هذا العام.

وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن أخذ بيانات التضخم في الاعتبار يعني انخفاضاً بنسبة 4.1 في المائة في الأجور الفعلية للموظفين، ما يمثل أكبر تراجع منذ بدء السجلات في عام 2001.

وأظهرت بيانات رسمية نُشرت يوم الثلاثاء تراجعاً في سوق العمل البريطانية، إذ صارت الشركات أكثر حذراً فيما يتعلق بالتوظيف، وواجه العمال انخفاضاً قياسياً لأجورهم الأساسية عند تعديلها مع ارتفاع التضخم.

واستقر معدل البطالة في البلاد عند 3.8 في المائة، حسبما توقع خبراء اقتصاد استطلعت «رويترز» آراءهم، بالقرب من أدنى مستوى له منذ نصف قرن؛ لكن عدد العاملين زاد بنحو 160 ألفاً في الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو الماضيين، وهو أقل كثيراً من توقعات استطلاع لـ«رويترز» أشار إلى زيادة قدرها 256 ألفاً. وذكر مكتب الإحصاءات الوطنية أن عدد الوظائف الشاغرة انخفض للمرة الأولى منذ منتصف عام 2020.

في غضون ذلك، وبما يمكن أن يعكس الضغوط التي تعانيها الأسر البريطانية وأوضاع البطالة، أعلنت شركة خدمات النقل الذكي الأميركية «أوبر تكنولوجيز» رفع أسعار خدماتها في المملكة المتحدة، مع البدء في زيادة الأسعار في لندن بنسبة 5 في المائة، بهدف جذب مزيد من السائقين إلى شبكة الشركة.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن بيان لشركة «أوبر» أن الأسعار ستزيد في مختلف أنحاء بريطانيا بنسب متفاوتة؛ حيث تستهدف جذب 8000 سائق جديد للعمل لديها، لتلبية الطلب المتزايد على خدماتها في العاصمة البريطانية.

وكان انسحاب أعداد كبيرة من السائقين من العمل لدى «أوبر» في العام الماضي أدى إلى نقص كبير في رحلات الشركة بلندن؛ حيث انتقل عديد من السائقين الذين كانوا يعملون في خدمة نقل الركاب إلى العمل في شركات خدمات البريد والنقل الأخرى، مثل «جاست إيت»، و«تيك أواي دوت كوم»، و«أمازون دوت كوم». كما حاولت «أوبر» خلال العام الحالي جذب مزيد من السائقين للعودة إلى العمل لديها، بعد انتهاء إجراءات الإغلاق التي صاحبت تفشي فيروس «كورونا» المستجد.

من ناحيتها، أصدرت نقابة «جي إم بي» العمالية في بريطانيا بياناً يوم الاثنين، قالت فيه إن قرار «أوبر» زيادة الأسعار جاء بفضل جهودها لتحسين ظروف عمل السائقين في الشركة. وقالت «أوبر» إنها نجحت في جذب 10 آلاف سائق جديد للعمل لديها، منذ وافقت في العام الماضي على حق العمال في الحصول على إجازة مدفوعة الأجر، والاشتراك في صناديق تقاعد.

وفي شأن منفصل، مدد مطار هيثرو في لندن القيود المفروضة على القدرات التشغيلية للمطار، وعدد الرحلات، حتى نهاية الصيف الحالي، في ظل استمرار معاناة المطار الرئيسي في بريطانيا من نقص العمالة في شركات الخدمات الأرضية.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن بيان لإدارة المطار القول إنه بعد التشاور مع شركات الطيران، سيستمر الحد الأقصى لعدد الركاب الذين يغادرون المطار عند مستوى 100 ألف راكب يومياً، حتى 29 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وأضاف المطار أن هذا الإجراء سيضمن للركاب قدراً أكبر من المرونة والانتظار في الرحلات، مؤكداً تراجع عدد الرحلات التي يتم إلغاؤها في اللحظات الأخيرة، وفترات انتظار الحقائب، منذ بدء تطبيق القيود.

وأشار المطار إلى أنه قد يتم رفع أو تخفيف القيود على عدد الرحلات في وقت مبكر إذا زاد عدد العمال، في حين كان قد قال في وقت سابق إن هذه القيود قد تستمر حتى الصيف المقبل.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock